الثلاثاء، 17 يونيو 2008

"الجــــــرايـد"

اليوم راح اكتب عن شي صرلي من زمااااان وانا في سن الشباب زيكم كدا :)

المهم في خاطري من اول وودي اقوله


"الجــــــرايـد"

"الجرايد" او الجرانين (على قول أخواننا المصريين) ، لم تكن إلا هواية أمارسها لقتل أوقات الفراغ ،

سرعان ما غدت وفي فترة وجيزة، من الرغبات التي أشتهيها.


كيف لا وبها أجوب العالم كله وفي نصف ساعة، تزيد أو تنقص قليلاً.

متعتي واندماجي مع هذه الورقات يفقدني الشعور بالزمان أو المكان.

اقرأ..اقرأ.. وإذا ما انتهيت... سألت نفسي..

أبالصباح كان جلوسي معها أم بالليل؟

وكل هذا في نصف ساعة !


أحببت القسم السياسي منها، ففي أمريكا انتخب، وتارة في روسيا اعترض، ومرة في دولة عربية اشجب وانتحب.

كل هذا في نصف ساعة !


أرى الأمة العربية تارةً مبسوطة تبتهج.. على فريق كرة منتصر، وتارةً أخرى صورة لعجوز فلسطينية تبكي وتعتصم.

كل هذا في نصف ساعة !


أجدني بين الناس في طوابير منتظمة وعادة مشتته ، يحملون لافتات كتبت عليها أحلامهم ، ثم في لحظات أجد رجال الأمن يسومونهم سوء العذاب، لا لشيء ولكن لينتهوا عن أحلامهم.

كل هذا في نصف ساعة !


اقرأ مقالاً فتجدني به مبهور وبنظرياته مسحور، وقد اقرأ الآخر فأصول معه وأجول.

كل هذا في نصف ساعة !


بهذه الأحداث اليومية المثيرة، والتي تعشعش عقلي في فتره زمنية قصيره جدا ... علمت أن حضرة الجريدة الموقرة

قد تمكنت مني تماما ، وأحكمت وثاقها الخفي على حسي وفكري.

أجلس مع الناس فلا أتحدث إلا ما تمليه علي،،،

لأرائي.. أصبحت هي المصدر الأول ، ولخصومي.. غدت هي السلاح المخلص، ولِكُتابها.. قد تجدني مغرم.


وكأن الزمن يرقبني من بعد، وكأنه يهمس لي ويقول ... انتظر يا من تذرعت بـبـيـت أهون من بـيـت العنكبوت !


ها أنا ذا.. وهاهو ذا الزمن .. يكشف لي ما كنت اجهله.

فما عادة الجريدة ذلكم المصدر الذي أثق، ولا السلاح الذي به اتقي. ما عاد كُتابها كلهم صادقون كما عهدت.

كل الحقائق التي آمنت بها تبدلت .. وبغير الحق انطوت،

وبدأت تظهر غايات أخرى لم اعهد.


ومنذ تلكم اللحظة أدركت ...

أن هناك يد خفيه تحرك الدفة - دفة الجرائد بشكل عام - لأمر ما لم أفهمه

حتى هذه اللحظة (لكثرة المستفيدين من هذا الوضع).

ولأني من الناس الذين تأبى نفوسهم الإنفصام، لاسيما لأمرٍ تحاك في ثنـاياه مؤامرات عظام ...

فضلت أن أكون لهذه الجرائد كالصديق الذي ليس بينك وبينه إلا كلمة "سلام"

...................


هذه القصة تكررت معي في كثير من وسائل الإعلام المرئية او المسموعة

فالحذر .. ثم الحذر .. ثم الحذر


ليست هناك تعليقات: